في البداية اسمحوا لي أن أصفق احتراما وفخرا كل عام بأبنائنا العاملين في الحج، واسمحوا لي أن أرفع غترتي وعقالي وطاقيتي ولن أخجل من كشف صلعتي الموقرة فداء لهم لأنهم يستحقون، فهم يثبتون عاما بعد عام أن مجرد منح الثقة والتدريب المناسب لكوادرنا وكفاءاتنا الوطنية يجعلهم مبدعين والدليل نجاحهم في استقبال واستضافة وتفويج ملايين الحجاج في أكبر إدارة للحشود في العالم بدعم من الدولة التي وفرت وأنشأت كل الخدمات المرافقة والمنشآت الجبارة والتوسعات المتتالية واستحداث وسائل النقل كقطار المشاعر لتنصهر كل هذه الجهود في سبيل خدمة ضيوف خالق هذا الكون، وفي ذلك رد عملي حقيقي على كل من يتهم أبناءنا بأنهم متقاعسون ولا يمكن الاعتماد عليهم فمن نجح في هذه المهمة الصعبة السنوية هم من مخرجات تراب الوطن وليس من ذوي ربطات العنق الملونة أو العيون الخضراء والشعر (المسبسب) لذلك هي رسالة لرجال الأعمال والقطاع الخاص بأن يثقوا أكثر بهم وأن لا يبخلوا عليهم بالعطاء والتدريب والأهم من ذلك منحهم الثقة في قدراتهم التي لا نقبل أن يشكك بها أي أحد، ولا أنسى الإشادة ببناتنا وفتياتنا كذلك سواء كانوا من المطوفات أو العاملات في القطاع الصحي أو حتى المرشدات من الكشافة لأنهن شركاء في النجاح منذ فجر التاريخ ومجرد النزول إلى أرض الواقع ومشاهدتهن تثبت ذلك، إن العمل في الحج متعة لا تضاهيها متعة واسألوا من جرب ذلك فهي جمع بين شرف خدمة ضيوف الله من أجل الله وبين مصادر الرزق لسكان مكة المكرمة ومن يفد إليها في فترة الحج ممن يسعون لكسب الرزق. ولي همسة أخيرة لكل من يخدم الحجاج بأن يتقِ الله فيهم والله من وراء القصد.
bfatiny@gmail.com
bfatiny@gmail.com